الكثير من الناس يعتقدون أن نسبة الذكاء لدى الأطفال متفاوتة و بنسب مختلفة لكن هذا غير صحيح فالمسألة هي فقط القدرة على التركيز أو عدم القدرة على التركيز فما تعاني منه بعض الأمهات هو عدم تركيز أطفالهم و تشتت ذهنهم أو ربما خلل في البيئة المحيطة بهم وهذا ما يعرقل قدراتهم على اكتساب السلوك و المعارف أو التعلم و لعل خير مثال هو طفولة العالم الفيزيائي ألبرت اينشتاين الذي تأخر في النطق إلى سن الثالثة و كانت لديه صعوبة في استيعاب المعلومات و كان شديد الخجل لكن هذا لم ينتقص من ذكائه شيئا ، إذا فالمنطلق الصحيح أن كل أطفالنا يتمتعون بالذكاء ومن هنا نبدأ معا رحلة دعم الذكاء و سنقف على ثلاث محطات لأننا سنقسم الأطفال إلى ثلاث أنواع وفق حالتهم :

الطفل الفطن

إذا كان طفلك فطن و يتمتع بدرجة لا بأس بها من التركيز فمهمتك هنا سهلة سيقتصر دعمك له على مدحه في كل ما يقوم به أو ينجزه و تثمين كل النتائج الدراسية التي يتحصل عليها هذا من جهة ومن جهة أخرى تبصيره بكل نقاط ضعفه فهذا النوع من الأطفال يتمتع بثقة في النفس وهذا ما يجعله يتقبل النقد و يسعى للتطوير من ذاته و قدراته لكن احذري مقارنته بمن هو أفضل منه فهذا يؤثر سلبا على طفلك.

الطفل عديم التركيز

إذا كان طفلك ضعيف التركيز و ذهنه مشتت (وكما سلف الذكر هذا الطفل ذكي) فهنا سيكون دورك جد مهم.

بداية لا تنتقدي طفلك أبدا مهما حاول أن يثير غضبك.

ثانيا أظهري له الأمان و الحنان بطريقة مبالغ فيها فهذا ما سيجعل مهمتك سهلة.

ثالثا إياك و الألفاظ الجارحة فهذا ينتقص من ثقة طفلك بنفسه.

رابعا اكتشفي ما يتقنه طفلك و أكثري من الثناء عليه و شجعيه بالقول أو الفعل كالاحتضان و التقبيل أو حتى تقديم الهدايا فهذا ما يعزز لديه ثقة النفس.

خامسا خصصي جلسات يومية مع طفلك لتحدثيه عن طفولتك وكأنك كنت تحملين نفس طباعه و نفس مستواه الدراسي ثم حدثيه عن التحدي الذي قمت به وكيف تخلصتي من ضعف التركيز.

سادسا و هو الأهم لا تتركي طفلك يدرس بمفرده أبدا مهما بلغ سنه و مهما كانت واجباته الدراسية سهلة حتى تتأكدي انه تخلص من ضعف التركيز وأنه أصبح يحبذ الدراسة و يندفع إلى إنجاز واجباته من تلقاء نفسه و أنه يطلب المساعدة عند الحاجة و هنا دورك سيكون كبير جدا حيث لا يجب أن تنفعلي مهما قل استيعابه بل تمالكي نفسك و حسيسي طفلك أنكما شريكان في حل المسائل و ليس وحده المطالب بذلك.

الطفل عديم التركيز المفرط في الحركة

إذا كان طفلك ضعيف التركيز و ذهنه مشتت لكن هذا مصحوب بفرط الحركة فالمشكلة هنا ليست في مجرد التركيز بل ضعف التركيز هنا ما هو إلا نتيجة لكثرة الحركة غير الطبيعية و دورك هنا لن يقتصر على تشجيع طفلك أو تحفيزه و تنمية مهاراته بل قبل هذا لابد من عرض طفلك على أخصائي و استشاري نفسي ليشخص لكي حالته و يرشدكي لان فرط الحركة يعد مرضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *