يصنف مرض القلب طبيا من ضمن الأمراض التي لها درجة خطورة عالية على حياة الإنسان، لذا يحمل كل منا تخوفا خاصا تجاه الإصابة به، حتى أصبح كل عرض غير مألوف في تجويف الصدر مرتبطا في الأذهان باحتمال اعتلال القلب، ولكن إذا كانت الأعراض هي وسيلة الجسم لتنبيه الإنسان بأن شيئا ما يحدث في داخله يمثل خطرا عليه، إلا أن الإنسان عليه أيضا أن يضع كل عرض في درجته المناسبة دون مبالغة فيقع في التوهم أو تقصير فيقع في الإهمال، فهناك قواعد أساسية يرشدنا إليه الطب للتعامل مع أعراض مرض القلب ودرجة اهتمامنا بها.

متى تستدعي الأعراض اهتمام الإنسان ؟

  • حداثة العرض، إذا كان العرض الذي يشعر به الإنسان عرض طارئ لم يظهر من قبل.
  • درجة العرض، من حيث الشدة أو الضعف.
  • تطور العرض، إذا لا حظ المريض ازدياد العرض وتفاقمه.
  • استمرار العرض، بحيث لا يشعر المريض بانفراجه رغم تناول أدوية قد وصفت له من قبل.
  • عندما يعيق العرض المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي.

أعراض مرض القلب

وبغض النظر عن تلك الأسس السابقة في كيفية تقدير العرض ومدى خطورته إلا أن هناك من أعراض مرض القلب ما يشير بقوة أكثر من غيرها إلى وجود مشكلة حقيقة في القلب، نستعرض أهمها فيما يلي :

ألم الصدر

وهو من أهم الأعراض اقترانا بمرض القلب، لذا يولي الأطباء قدر كبير من الاهتمام في تحليله والوصول إلى أسبابه الحقيقية، وذلك من خلال إجراءات طبية أساسية وهي رسم القلب الكهربائي و حركة المريض على السير المتحرك، علاوة على فحوصات الدم التي تنبأ عن مشكلة في القلب إذا وجد في الدم زيادة في نسبة الأنزيمات التي من الطبيعي وجودها في القلب حيث يعني ذلك تسرب تلك الأنزيمات نتيجة مشكلة ما في القلب.

الذبحة الصدرية

ويصفها الناس عادة بكلمات مثل الضيق أو الشعور بضغط شديد على الصدر أو اختناق أو عصر في الصدر، وتنشأ الذبحة الصدرية عند المريض بتأثير نقص الأكسجين المتدفق إلى القلب عن القدر الذي يحتاجه القلب لأداء وظائفه ومن أهم مثيرات هذا الألم، بذل مجهود عضلي شاق مثل الجري أو صعود السلم أو التدريبات الرياضة الشاقة، أو التعرض لضغوط نفسية صعبة والانفعال الشديد، وهذا الجهد الإضافي سواء أكان عضلي أو نفسي يتطلب زيادة معدل عمل القلب لتوفير الأكسجين بالقدر الذي يتناسب وحجم هذا الجهد، وينشأ الألم من عجز القلب عن تأمين الأكسجين المطلوب.

غير أنه قد يتسبب في الذبحة أيضا إلى جانب الإجهاد العضلي أو النفسي الزائد، وجود اعتلال في القلب يتعلق بضيق أو انسداد أحد الشرايين التي يعول عليها نقل الدم إلى القلب.

كما قد يعود ألم الصدر إلى أسباب لا علاقة لها بالقلب مثل قرحة المعدة والحصوات المرارية والتهاب عضلات الصدر وبعض أنواع التهابات الرئة، ويعتمد التشخيص على الوصف الدقيق للأعراض من جهة والفحوصات الطبية من ناحية أخرى.

ضيق التنفس

ضيق التنفس من الأعراض التي تشير بقوة إلى مرض في القلب ولكن في ظروف معين، فالمقصود بداية بضيق التنفس هنا هي وجود المريض صعوبة في التنفس والتعطش الشديد للهواء، ومن الطبيعي أن يصاب الإنسان بحالة لها مثل هذه الأوصاف خلال بذل مجهود شاق غير مألوف أما إذا تزامن ضيق التنفس مع راحة الجسم أو بذل الجسم لمجهود طفيف هنا تكون الحالة مرضية.

الإرهاق

الكثير منا قد يشعر أحيانا بالإجهاد والإرهاق في عموم الجسم مع عدم وجود مبرر منطقي له مثل الإفراط في بذل المجهود العضلي، ولا يشترط ارتباط هذا العرض بمرض في القلب بالضرورة، لأن هناك الكثير من الأمراض التي يكون الإرهاق أحد أعراضها مثل فقر الدم وقصور في الغدة الدرقية.

التورم

ويعرف التورم طبيا بأنه ارتشاح السوائل من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة بها، ويتركز الورم في المناطق السفلية من الجسم بفعل الجاذبية أو في الظهر إذا طال نوم المريض على ظهره، وعلى ذلك يعاني المريض من تورم قدماه خاصة بعد الجلوس على مقعد لمدة طويلة أثناء السفر مثلا.

وإذا كان التورم خفيف فهو لا يشير بالضرورة إلى مرض خطير، ويشير التورم إلى أمراض بالقلب مثل قصور القلب الإحتقاني أو انسداد الوردة، وقد يشير إلى أمراض أخرى مثل الفشل الكلوي.

وينجم التورم الناشئ عن قصور في القلب من ضعف قدرة القلب على ضخ الدم بشكل طبيعي مما يتسبب في تجمع السوائل في الأوعية الدموية ثم ارتشاحها بعد ذلك.

فقدان الوعي

وفقدان الوعي المفاجئ يعد من أكثر أعراض مرض القلب التي تنذر بقوة بوجود اعتلال في القلب، حيث قد يصاب المريض بفقدان الوعي نتيجة نقص مقدار الدم المحمل بالأكسجين المطلوب تدفقه إلى الدماغ لتحافظ على أدائها طبيعيا.

ويرجع ذلك لأسباب متعددة من أهمها : انخفاض ضغط الدم بشكل مفاجئ أو قصور القلب الاحتقاني أو انسداد الأوعية الدموية، وفي بعض الحالات يسبق فقدان الوعي إحساس المريض بالدوار أو التعرق الشديد أو الخفقان، ومن مسببات هذا العرض الانفعال الشديد أو الاضطراب النفسي بشكل عام، ومدة فقد الوعي عادة تكون قصيرة جدا.

الدوار (الدوخة)

الشعور بالدوار أو الدوخة باستمرار كأن الدنيا تدور من حوله، وهو كما يرى الأطباء قد يكون الدوار في بعض الحالات مقدمة لفقدان الوعي، وعلاوة على تسبب مرض القلب في هذا العرض إلا أن هناك سبب آخر على نفس درجة الاحتمال وهو التهاب الأذن الوسطى.

الخفقان

وهو عرض يحتاج من المريض ملاحظة جيدة له ليتمكن من وصفه للطبيب بشكل دقيق، ذلك أن خفقان القلب له أنماط متعددة، ولكن الخفقان في الغالب يعبر عنه المريض بأنه يشعر بضربات قلبه بشكل مزعج وكأنها خبطات مكتومة، وقد تكون الضربات منتظمة أو متفرقة وقد تكون سريعة أو متسلسلة.

ألم الأطراف

وقد تنجم عن بعض أمراض الأوعية الدموية ألم في الساق أو القدمين ينم عن نقص الدم والأكسجين المتدفق إليها، ويكون الألم شديدا أو مفاجئا وقد يؤدي في بعض الحالات إلى العرج، وينشأ ذلك عن انسداد الأوعية الدموية المسئولة عن توصيل الأكسجين إلى الأطراف.

تغير لون الجلد

ويصنف التغيير المرضي في لون الجلد طبيا بأنه علامة وليس عرضا، وعموما عندما يكون تغير لون الجلد مؤشرا على مرض في القلب نلاحظ تغير لون جلد المريض إلى اللون شديد البياض أو الشحوب، أو يتغير لون الجلد إلى ألأزرق أو الأحمر أو المائل إلى السواد نتيجة موت الأنسجة.

كما قد تعبر أعراض أخرى عن وجود مشاكل في القلب مثل القروح الجلدية بطيئة الالتئام في الأطراف السفلية، أو ما يعرف طبيا بالصدمة وهي عبارة عن إصابة المريض بانخفاض حاد في ضغط الدم مع صعوبة التنفس ويرافق ذلك التعرق الشديد والبرد وشحوب الوجه، ومن أعراض مرض القلب أيضا التغير المفاجئ في الرؤية والصداع الشديد والشعور بوخز أو تنميل في الجسم والتشويش وصعوبة الكلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *